أسعار الذهب عالمياً تسجل أعلى مستوى خلال أسبوعين عند 1921 دولارا
متابعات أخبار الاقتصاد والبورصة عبر اشراق الأرباح::
أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوياتها في أسبوعين في ظل تراجع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية مما زاد من جاذبية المعدن النفيس للاستثمارات، بينما تنتظر الأسواق لحديث رئيس البنك الفيدرالي لمعرفة لمحات عن مستقبل أسعار الفائدة.
وتتداول أسعار الذهب الفورية وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1921 مرتفعة بنسبة 0.3% خلال جلسة اليوم الخميس، لتسجل ارتفاع للجلسة الرابعة على التوالي، يأتي هذا بعد أن ارتفعت أسعار الذهب يوم أمس بنسبة 0.9% وهو أكبر ارتفاع يومي منذ شهر تقريباً.
وحتى الآن استطاع الذهب تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.7% في طريقه لتسجيل أول ارتفاع أسبوعي بعد أربعة أسابيع متتالية من الخسائر، لينجح الذهب في تقليص خسائره خلال شهر أغسطس لتصبح بنسبة 2.2%.
وشهدت أسعار الذهب يوم أمس قفزة قوية تخطت بها منطقة المقاومة 1905 – 1910 دولار للأونصة، وذلك بعد أن حصلت على الزخم الكافي للارتفاع من جراء تراجع مستويات الدولار الأمريكي عقب البيانات الأمريكية الأسوأ من المتوقع التي صدرت يوم أمس.
ومؤشر مدراء المشتريات للقطاع الصناعي الأمريكي أظهر توسع انكماش القطاع الصناعي في اغسطس بقيمة 47 بأقل من القراءة السابقة عند 49 والتوقعات 48.9، يذكر أن المستوى 50 يمثل الحد الفاصل بين الركود والانتعاش في المؤشر.
وبينما تراجع النمو في قطاع الخدمات الأمريكي ليصبح على حافة الركود في أغسطس وفقاً لمؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات الذي سجل 51 من القراءة السابقة 52.3 والتوقعات 52.1.
وضعف بيانات القطاع الصناعي وقطاع الخدمات في الولايات المتحدة يهدد النمو للاقتصاد الأمريكي بشكل عام، وهو الأمر الذي ترجمته الأسواق إلى تقليل فرص رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، خاصة في ظل احتمالات الأسواق بنسبة 85% ألا يقوم الفيدرالي برفع الفائدة في اجتماع سبتمبر القادم.
انعكست هذه البيانات بشكل سلبي كبير على أداء الدولار الأمريكي خلال جلسة الأمس، فبعد أن ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس اداؤه مقابل سلة من 6 عملات ليسجل أعلى مستوى في شهرين، عاد للانخفاض بشكل حاد لينهي جميع مكاسبه ويغلق تداولات أمس على انخفاض بنسبة 0.2%.
واليوم عاد مؤشر الدولار لارتفاع بشكل طفيف بنسبة 0.1% لتبقى تداولات المؤشر بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين، ولكن حركة الأمس تنذر بانخفاض وشيك في أداء الدولار الأمريكي ولكن الأسواق تفضل الانتظار لمعرفة ما سيسفر عنه خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي يوم غد.
وسعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات خسائرها يوم أمس لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوع عند 4.176%، لتبتعد عن أعلى مستوى في 15 عام تم تسجيله مطلع هذا الأسبوع عند 4.362%.
وتراجع عوائد السندات الأمريكية يعد أمر إيجابي كبير بالنسبة لأسعار الذهب، كون المعدن النفيس أصل لا يقدم عائد لحائزيه لذلك انخفاض عوائد السندات يدفع الاستثمارات للخروج من أسواق السندات لصالح الذهب الذي يلعب دور الملاذ الآمن.
وشهدت أسواق الذهب والدولار والسندات يوم أمس تحركات قوية بعد البيانات الأمريكي، ولكن لم يتحدد اتجاه واضح حتى الآن في الأسواق قد يستمر خلال الفترة القادمة، يرجع هذا إلى أهمية خطاب جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي المنتظر خلال ندوة جاكسون هول يوم غد.
قد يشمل الخطاب التوقعات الأساسية للفيدرالي بشأن مستقبل السياسة النقدية، ورؤيته لمدى استجابة التضخم لدورة رفع أسعار الفائدة التي بدأت منذ مارس من العام الماضي، وقد يجيب على تساؤلات وتوقعات كبيرة في الأسواق بشأن إمكانية رفع البنك الفيدرالي لمستهدف التضخم بأعلى من 2% التي يتمسك بها حالياً، خاصة وأن التضخم الأساسي أظهر تماسك كبير واستجابة ضعيفة لتغيرات السياسة النقدية.
قوة سوق الأسهم أضعفت جاذبية الذهب وتراجع حيازات صناديق الاستثمار من الذهب أدى انحسار المخاوف من التباطؤ في الولايات المتحدة وارتفاع عوائد السندات والأداء القوي للأسهم إلى تآكل تدريجي لجاذبية الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) المدعومة بالذهب كملاذ آمن هذا العام.
فقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض إجمالي حيازات أكثر من 100 صندوق استثمار متداول للذهب يتتبعها المجلس إلى 3348 طن من الذهب حتى 18 أغسطس الماضي، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ ابريل عام 2020 عند كانت الحيازات عند 3330 طن.
هذا وقد أعلن صندوق SPDR أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب في العالم عن تراجع إجمالي حيازاته من الذهب إلى أدنى مستوى منذ عام 2020. كما لم يتم الإبلاغ عن أي تدفقات داخلة للصندوق منذ أواخر شهر يوليو الماضي وحتى يوم الجمعة الماضية حين بدأت التدفقات في العودة بنسبة 0.3%.
صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خسرت ما يصل إلى 12 طن من الذهب الذي خرج من حيازتها خلال الأسبوع الماضي، ليمثل هذا الأسبوع الـ 13 على التوالي الذي يسجل صافي لخروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار.
في العادة يتزايد الطلب على الذهب في أوقات عدم اليقين المالي والاقتصادي وارتفاع التضخم. وقد ظهر ذلك في شهر مايو عندما ارتفع الذهب إلى مستويات تاريخية عند 2080 دولار للأونصة خلال الأزمة المصرفية وإفلاس البنوك في الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين انخفضت أسعار الذهب بنسبة 9% تقريباً لتسجل أدنى مستوياتها في خمسة أشهر عند 1884 دولار للأونصة، بعد تزايد التوقعات بتماسك الاقتصاد الأمريكي وتقلص فرص تعرضه للركود الاقتصادي.
خلال نفس الفترة قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية ليسجل مؤشر الأسهم الرئيسي S&P500 ارتفاع بنسبة 10% تقريباً بالإضافة إلى تزايد كبير في الإقبال على أسواق السندات الحكومية، خاصة مع ارتفاع العائد لمستويات قياسية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
استطاع أسعار الذهب الفورية يوم أمس اختراق منطقة المقاومة 1905 – 1910 دولار للأونصة بزخم قوي لتصل إلى مستوى المقاومة الثانوي حول مناطق 1925 دولار للأونصة وبذلك تستقر التداولات فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم والذي من شأنه أن يعطي الذهب دفعة قوية للاستمرار في الارتفاع خاصة إذا تحقق اغلاق أسبوعي فوقه.
اختراق مستوى المقاومة الثانوي عند 1925 دولار للأونصة يصل بالذهب إلى منطقة المقاومة الرئيسية حول مناطق المستوى 1930 دولار للأونصة، والتي تشمل على المتوسط المتحرك لـ 50 يوم و 100 يوم.
في حالة فشل الذهب في الاستمرار في الارتفاع متوقع له الهبوط إلى مستويات 1910 دولار للأونصة بغرض تجميع زخم كافي لإعادة الصعود.